Dans An Nahar Les Jardins d'Adonis de Wassim Soubra

2013-07-23

حدائق أدونيس" لوسيم سوبره عطّرها الشغف فاح من صوت سمر سلامة ناضجاً كالعشق

مغنية الاوبرا سمر سلامة والمؤلف الموسيقي والعازف وسيم سوبرة.
رلى معوّض
23 تموز 2013
للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو وسيم سوبره لبنانه، الذي لا يشبه لبناننا اليوم، وله أيضاً زاوية من الذكريات هدهدها بموسيقاه الحساسة، المرهفة حتى الدمع، برقتها ودفئها وعذوبتها. انغام كلها شغف، أكمل رقتها صوت السوبرانو سمر سلامة الذي انضجه العشق، نشيد حياة واشعار لناديا تويني ونصوص من بيرتران لوكلير، وقارئة بصوتها الدافئ والقوي، اخذتنا في رحلة الى "حدائق أدونيس" في امسية مجّدت الحياة والعشق واسطورة آلهة الحب والجمال والشباب ادونيس وعشتروت.
اللقاء كان في القاعة الأثرية لجامعة ديلاوير في باريس، في حضور جمهور لبناني فرنسي، حضر بعضهم من مناطق فرنسية عدة، فقط للاستمتاع بجزء من اوبرا "حدائق ادونيس".
يعمل سوبره على إنهاء الاوبرا قبل نهاية هذه السنة، وهي مستوحاة من اسطورة ادونيس الحية ونهر ابرهيم، وهي نعم كبيرة للحياة والطبيعة والشباب المتجدد. كتب نصها بيرتران لوكلير، واخذ من اشعار ناديا تويني وهي بالنسبة اليه "تمثل لبنان الذي عرفناه ونتمنى عودته".
وبعشق كبير ورومنسية عزف بعض مقطوعاته صولو، لامست انامله البيانو كما لامست موسيقاه قلوبنا، لتقول الكثير من الذكريات ببساطة وسخاء يلفهما الحنين والحنان. ثم عاد سوبره ليرافق السوبرانو سمر سلامة تغني بالفرنسية شعراً لناديا تويني "نساء من بلادي"، بصوت سخي لا يخدش بقوته روعة عذوبته، وبعدها هدهدة أطفال باللهجة اللبنانية، بصوت شجي حنون، اعادنا صغارا نحلم بالاطمئنان في احضان امهاتنا ونغمات أمان من القلب "نامي نامي يا زغيري تا نغفا عالحصيرة" التي دمعت لها عيون الكثيرين من الحاضرين.
احتفالية العشق هذه زادت من روعتها انغام عازف الساكسوفون كليمان دوتوا يداعب على آلته النوطات الموسيقية بحميمية وخفر، وكأنه يخاف عليها من انامله، وترافقه في الانسجام نفسه ايما ميتون على الفيولونسيل ومعهما سوبره على البيانو. لتأتي بعد ذلك انشودة بائع الكرابيج. ويروي سوبره قصته، ترافقه سمر سلامة دندنة لتغني نغماته الانيقة الناعمة كأنها الهمس، وكأنه لا يريدنا ان نصحوا من حالة الحلم هذه. انها القارئة الممثلة بيرانجير ديميتر، تعود مجدداً تذكرنا ان الاسطورة مستمرة، تحدثنا عن نساء بلادي عن ادونيس الجميل وعن نساء بيبلوس. قراءة تغوص في عمق ما في القلب، واوبرا تليق بمدينة بيبلوس موطن ادونيس الابدي، وبمهرجاناتها الدولية للسنة المقبلة.
عن هذا العمل تحدث وسيم سوبره لـ"النهار" قائلا: "مرة وجدت لون البحر احمر في هذه المنطقة، فسألت والدي عن السبب، فأجابني ان هذا دم أدونيس. كان عمري ٧ سنوات وكنا عائدين من طريق طرابلس القديمة، وحكى لي هذه الأسطورة التي تملّكتني حتى اليوم. وغادرنا لبنان في عام ١٩٧٤ اول الحوادث وعدنا بعد ٢٠ سنة الى البلد، وزرنا مغارة أفقا ورأيت معبد أدونيس الى جانب مقبرة أدونيس وعشتروت. هذه الأسطورة توحي لي بلبنان الأصيل، لبنان الأخضر بمعنى ان الطبيعة أسمى من الإنسان ومن غرائزه التي تودي به الى الحروب، وادونيس هو لبنان الذي ينبعث مرة بعد مرة مجددا. وهي دعوة كي لا نفقد الأمل بلبنان الذي نحب".
وتحيي سمر سلامة مساء غد الاربعاء في بيبلوس امسية Crazy Opera ضمن المهرجانات الدولية للمدينة.

Partager