Dans Nahar A Beit Tabaris les etudiants d'Abdel Rahman El Bacha

2022-05-29

في بيت التباريس: ط ا لّب عبد الرحمن الباشا رافعة
لبنان الحقيق ا ي والح ا ي في قلوب ناس ه
29 - 05 - 2022 | 11:53 المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @ rosettefadel
الموسيقار عبد الرحمن الباشا وزوجته سوزان فرميان خلّل الأمسية )تصوير حسن عسل(
A + A -
أبحرنا مساء السبت ف ي عالم الموسيق ى ف ي بيت التباريس. فقد قدّم طلّّب "الماستر كلّس"، المنتسبون ف ي
غالبيّتهم ال ى معهد الكونسرفتوار الوطنيّ، أدا ء أنيق ا عل ى البيانو، بعد أن سنحت لهم الفرصة بمتابعة ورشة
تدريب يّة ل 4 أيام، مع الموسيقار العالم ي الكبير #عبد الرحمن الباشا .
كان المشهد مغاير ا لما يحد ث ف ي الخارج "المنزلق" ف ي طبقات جحيم فرضته علينا الطبقة الحاكمة. كان
الطلّّب أمس رافعة لبنان الحقيقيّ، الح ي ف ي قلوب ناسه .
هدف اللقاء هو ف ي الحقيقة الثناء عل ى دور الموسيق ى والثقافة ف ي جمع شملنا نحو الإنسانيّة الحقيقيّة.
نقطة ارتكاز السهرة كان عزف عبد الرحمن الباشا وزوجته السيدة سوزان فرميان عازفة التشيلو البلجيكيّة،
مقطوعة للباشا أهداها لابنته عندما كانت صغيرة .
أدّى الثنائ ي هذه المقطوعة المفعمة بالأحاسيس والممزوجة بالأمل والرجاء والثقة بالغ د. ه ي الحبّ
اللّمتناهي، الذي تكلّم به الباشا من خلّل أصابعه المرنة مع ابنته، ملّمس ا عبر كلّ نوتة قصّة حبّه وفخره
بها، ما جعل كلّ نوتة بوح ا خاصّ ا بالعلّقة الوطيدة بين الأب وابنته .
رافقته زوجته سوزان فرميا ن عل ى آلة التشيلو لتتآلف معه ف ي هذه المقطوعة الموسيقيّة مع الحياة، وترشد
معه ال ى دروب العلّقة بين الأب وابنته .
خصّ الباشا عزف ا لمقطوعتي ن تحيّة منه لوالده الراحل الكبير توفيق الباشا، بثّ من خلّلها تجدّد اللقاء
الروح ي معه، شرّبها من أحاسيسه، الت ي روى فيها الجمهور بتفاعلّت إيقاعيٍّّة ه ي غاية من الروعة من
خلّل "بريلود" و أغان أندلسية.
ف ي القسم الآخر من الأمسية، توال ى عل ى العزف الطلّّب، الذين كتبوا عبر عزفهم عل ى آلة البيانو صفحات
من كتاب موسيق ى لم يصدر بعد، ليكون جزء ا من المناهج الدراسيّة لتلّمذة لبنان، ليتعرّفوا من خلّله عل ى
هتاف خوري، جورج باز وعبد الرحمن الباشا وعباقرة عالميين كرخمانينوف وبيتهوفن وشوبان وشوبرت
ودوبوسي...
أعط ى الطلّّب خلّل عزفهم من ذاتهم، أي جعلوا مشاعرهم منخرطة ف ي المقطوعة الموسيقيّة، كما أوصاهم
المعلّم عبد الرحمن الباشا .
توال ى عل ى العزف نقو لا غندور مقدّم ا "بريلود" رقم 1 لهتاف خوري بهدوء ملّئك ي عذب جدّا ، تدفّقت
فصوله من خلّل ذلك الإيقا ع التوّاق ال ى غيوم الذاكرة.
جاء عزفه دعوة لنا للسكينة، للّنفصال عن الواقع ، ليطفو في عالم مقطوعة موسيقيّة لعبد الرحمن الباشا يحاكي فيها
"المراهقة " بكثير من الحبّ والتآخي والأبوّة والقلق والفرح.
بدورها، توقّفت إليسا بعقليني عند "البريلود " 32 رق م 5 لرخمانينوف، التي سطعت موسيقاه في الصالة وتحوّلت كلّ نوتة
الى رحيق "موسيقيّ " عابر بين الجمهور.
ناجى رخمانينوف القلب عند كلّ لمسة بيانو، وانعكس ذلك من خلّل عزف لبعقليني، الذي تحوّل لدى كثيرين زخم ا للبقاء
والصمود في هذا العالم البائس .
بعض الجمهور اعتمد طوع ا إغلّق عيونهم عند سماع الموسيقى، ومنها لمقطوعة " الطفولة " لعبد الرحمن الباشا، الذي
أعطانا فرصة للعودة الى عالم البراءة باحثين عن حلم ضائع في هذا الفراغ الموحش المحيط بنا. القصّة في هذه المقطوعة
للباشا تصدع بحكايات بريئة بمعناها المعرفيّ، الذي نشتاق اليه كثيرا .
أعطى جوزف عبود من ذاته مق دم ا للجمهور سوناتا لبيتهوفن عن بريق القمر وأخرى لشوبان عن الثورة، حيث انعكس
فيها غضب شباب لبنان الآتي وتوقهم للتغيير إيقاع ا صاخبا . عزف "الثورة " من وحي رفضه الشديد للخضوع للنمط
الراف ض للعنف الخاس ر أمام التغيير والثورة.
تسلّل عزف إيلينا خوري في الصالة بلحن شوبرت، ويتلّقى مع دقّات القلب المتماوجة مع الحاضر، مع عزف مميز جدّ ا
تبعه عزفها لموسيقى من عالم جورج باز، من خلّل مقطوعة "ليلة وردية"، تحوّل فيها ليلنا في هذه الأمسية الى شيء
آخر، إيجابيّ في عتمة بيروتنا المنسيّة.
أمّا جواد حمداني، الذي لعب بحماس وشغف مقطوعتين لكلّ من كلود دو باسي وجورج باز، فقد عكس إرادة الشباب
الطموح الذي يعشق العزق عل ى البيانو دون أن تتوفّر ل ه فرصة اقتناء بيانو محترف ليتمرّن عليه في مكان سكنه في مدينة
النبطية. عزف دوباسي "بريلود " حملت عنوان "السير في الثلج" ، كأنّ الموسيقى حملتنا الى شقّ طريق في الثلج قد تكون
وعرة في الضباب، بتأنٍّّ للمضي في الطريق ولو كانت وعرة وصعبة.
ختم السهرة إيمانويل جورج سبعلي الأصغر سنّا ، الذ ي عكس احتراف ا واعد ا من خلّل عزفه مقطوعتين لشوبان
ورخمانينوف.
يبقى سؤال عمّا إذا كان ثمّة م ن يسمع لهذه الطاقات الشبابيّة الواعدة ويعطيهم بعض الأمل في هذا الزمن الرديء، زمن
المحاصص ة والزبائنيّة واللّثقافة عند حكام هذا الزمن .
* الصور بعدسة الزميل حسن عسل.
Rosette.fadel@annahar.com.lb
Twitter:@rosettefadel

Partager